فيرونيكا الصغيرة تشاهد اعجوبة، الرجل الفقير يزداد طوله ليصل الى فردة الحذاء
الأمور الرائعة التي نذكرها هنا من طفولة القديسة فيرونيكا، تشكّل بالأحرى رسم توضيحي لنعمة السماء الخاصة والمميّزة تجاه أورسولا – فيرونيكا الصغيرة، أكثر من كونها براهين على الفضيلة الفائقة للطبيعة التي كانت واضحة جداً حتى في سنواتها الأولى.
بدأت أورسولا في إظهار عاطفة كبيرة نحو الفقراء منذ صغر سنّها. كانت دائماً تحتفظ بقسم من وجبات الفطور والغذاء والعشاء لتعطيهم للفقراء. وكانت تقدّم الطعام لهم بمودّة كبيرة، حين كانت تلمحهم يمرّون في الطريق. إن حدث أن شاهدت أحدهم ولم يكن لديها ما تقدّمه لهم، كانت تلجأ الى والديها بإلحاح جذّاب. فتحصل على ما تريد.
في العديد من الأحيان كانت تفتقر هي لتخفّف عن المساكين. شاهدت يوماً صبيّاً صغيراً عارياً من الملابس، فحالاً نزعت عنها معطفها ووضعته عليه. في وقت آخر كانت تقف عند النافذة حين طلب منها رجل غريب أن تتصدّق عليه بشيء. مع عدم وجود شيئاً آخر تعطيه، ببساطة مقدّسة خلعت فردة حذاء جديد، كانت قد انتعلته للمرة الأولى في ذلك اليوم وطلبت من الغريب الفقير أن يقبله هديّة. أجابها الرجل أنه يقبل هدّيتها لكن لا فائدة منها من دون الفردة الأخرى. على الفور استجابت الطفلة السخيّة. يعلم الجميع كم مولعون الأطفال بأغراضهم، خاصة الجديدة منها من لباس او العاب، وكم يحبّون عرضها والإستمتاع بها. بالتالي يمكننا بسهولة تصوّر عظمة إنكار الذات وفعل الإحسان الذي قامت به أورسولا الصغيرة.
كان الرب يسوع مسروراً فأظهر استحسانه بواسطة معجزة مزدوجة. حين ألقت الصغيرة فردة الحذاء الثانية علِقت على عارضة الباب، فشاهدت طول الرجل يزداد حتى تمكّن من الوصول إلى الحذاء بيده. لاحقاُ ظهرت لها السيدة العذراء الكليّة القداسة تحمل في يدها الحذاء الذي قدّمته القديسة الصغيرة للغريب الفقير، لكنه الآن موشّى بجواهر وأحجار ثمينة جداً. وأوضحت أمّ الله لأورسولا أنها استلمته منها بشخص المسافر الغريب، الذي لم يكن سوى ابنها الإلهي الذي رصّع هديّتها بالأحجار الكريمة.
في وقت آخر حين أعطت أورسولتنا الصغيرة قطعة من الخبز الأسود لرجل فقير، لأنها لم تملك شيئاً أفضل لتمنحه، شاهدت الخبز يتحوّل في يده أكثر بياضاً من الثلج. فأظهر المتسوّل تعجّبه عارضاً قطعة الخبز على كل من التقاه في الشارع، محدّثاً إياه عن الأعجوبة.