الشياطين تهاجم القديسة فيرونيكا وهي تزور جهنم وتعود لتكتب تفاصيل مرعبة

44٬001

القديسة فيرونيكا جولياني

كما هو متوقّع من أي نفس قريبة من الله، كانت القديسة فيرونيكا جولياني تُهاجم وتُعذّب من قبل الشيطان، الذي أشارت له في يومياتها “بالمجرِّب”. عندما دخلت الدير كان الشيطان يجرّبها بجعلها تشعر في الذنب لتركها أختها التي كانت تحبّها كثيراً. أحياناً أخرى، كان يهاجمها جسديّاً، يُطلق أصواتاً مرعبة لإخافتها، وظهر لها مرات عديدة بشكل قط ضخم متوحّش، وحتى تجرّأ عدة مرات وانتحل شخصية يسوع ومريم والأسقف وغيرهم…

أعمال التكفير التي قامت بها والصلوات أزعجت كثيراً الأرواح الشريرة. “بينما كنت أقوم بالتكفير بدا لي أن كل قوّات الجحيم قد تحرّرت. سمعت ضوضاء، صرخات مرعبة، هسهسة مثل حفيف الأفاعي. في النهاية بدا لي أنني أسمع خليطاً من أصوات كثيرة، لم أفهم ماذا كانوا يقولون. أذكر فقط انّهم قالوا ‘ملعونة أنتِ. سوف نجعلك تدفعين الثمن’. بينما قالوا ذلك، كانت الغرفة التي كنت فيها تلتهمها النيران، لكن فقط لمجرّد لحظة”.

في أحد الأيام أظهر لها الشيطان جهنّم.  كتبت في يوماتها تصف ما شاهدت: “يبدو أن المجرّب أظهر لروحي جهنّم التي فُتحت، وأنه وضعها (روحها) فيها، وأنه لا يحتاج سوى الى دفعة صغيرة ليُلقيها في الداخل. بعد ذلك سمعت صرخات وأصوات نواح الملعونين. شاهدت فقط وحوش جهنّمية، عدد هائل من الثعابين، العديد من الحيوانات الشرسة، نتانة جهنمية ولهب ساخنة للغاية، التي كانت عظيمة الكبر بحيث أن طولها لا يمكن أن يُقاس. يمكنني فقط مقارنتها بالمسافة التي بين السماء والأرض. بخصوص حجم المكان، لا يستطيع المرء رؤية بدايته أو نهايته. يمكن سماع الكثير من الكفر والشتائم ضد الله. كم ذلك محزن. أي عذاب سبّبه لنفسي.”

في يوم آخر كتبت عن زيارة أخرى قامت بها الى الجحيم: “في تلك اللحظة أُرِيت جهنّم مرة أخرى وقد فُتِحت. ويبدو أن أرواحاً كثيرة هبطت هناك، كانت هذه الأرواح قبيحة جداً وسوداء وأرعبتني كثيراً. كانوا جميعهم يهبطون بسرعة، الواحد تلو الآخر، وبمجرّد أن دخلوا في تلك الهوّة لم يعد هناك ما يمكن رؤيته سوى النار واللهيب”. هذه الرؤيا أدّت بفيرونيكا الى أن تُقدم ذاتها ضحيّة للعدالة الإلهية: “يا رب، أقدم ذاتي للبقاء هنا كباب لكي لا يعود يدخل أحد إلى أسفل ويخسرك”. ثم مدّت ذراعيها وقالت: “طالما أبقى هنا كباب ، لن يدخل أحداً هذا الموضع. آه أيتها النفوس إرجعي! يا إلهي، لا أطلب شيئاً آخر منك سوى خلاص النفوس. أرسل لي المزيد من الآلام، المزيد من العذابات، المزيد من الصلبان!”

تحدّثت السيدة العذراء مع فيرونيكا عن زياراتها لجهنّم وقالت لها: “عندما كنتِ تجولين في جهنّم، صادفتِ العذاب والمعذّبين عند كل خطوة. لكن تلك المرة التي اقتربتِ فيها من عرش لوسيفورس، كنت مرعوبة لمشاهدتك العدد الكبير من النفوس التي على عرش لوسيفورس نفسه. هذا هو مركز جهنم، ويشاهده جميع الملعونين، وجميع الشياطين، وذلك يسبّب لهم عذاب عظيم. وأيضاً أدعك تعلمين أنه في نفس الطريقة، مشاهدة الله في الفردوس يُشكّل الفردوس ذاتها. هناك في الأسفل في جهنّم، مشاهدة لوسيفورس يشكّل جهنّم”.

والعذراء المباركة قالت لها أيضاً: “الكثيرون لا يؤمنون بوجود جهنّم، وأقول لكِ، أنت التي كنت فيها، لم تفهمي شيئاً عن ماهيّة جهنّم”.

مواضيع ذات صلة