الإعتراف العام الذي قامت به القديسة فيرونيكا امام الرب يسوع بمساعدة ملاكها الحارس
بعد أن أعدّ الرب يسوع القديسة فيرونيكا عن طريق الحبّ المقدّس، والذي كان يتأجّج في قلبها لتصبح مصلوبة معه. جاء ليلبّي رغبتها كما وعدها في يوم الجمعة العظيمة الذي وقع في الخامس من نيسان عام 1697 وكانت عندئذٍ في ال 37 من عمرها. ما حدث في ذلك اليوم سجّلته القديسة في يومياتها كالتالي:
“في 5 نيسان 1697، قضيت معظم ساعات الليل في التذكّر وفحص الضمير. من الساعة الثانية وحتى الرابعة حصلت على رؤيا المسيح القائم من الموت وبرفقته الطوباوية العذراء وجميع القديسين، كما رأيتهم في مناسبات مختلفة. أمرني الرب أن أبدأ بالإعتراف. ففعلت، لكن ليس قبل أن أقول لقد أخطأت إليك، إني أعترف لك يا إلهي.
بعد ذلك أصبحت غارقة في الندم ولم أستطع القول أكثر من ذلك. عندها وجّه الرب ملاكي الحارس كي يقوم بالإعتراف عني. ففعل ملاكي ذلك بوضعه يده على رأسي، وابتدأ يتّهمني هكذا: “أيها الإله الأزلي والأبدي، أنا، الوصي على هذه الروح، في طاعتي لك أيها القاضي الأعظم، ومن أجل خلاصها، أباشر الآن باسمها، بالإفصاح عن كل ما فعلته وأساءت به اليك، بالفكر، والقول والفعل”.
بينما كان يتحدث بدا لي أن كل خطاياي تحيط بي. لم تعد نظرة الرب مخفية عني، بل مكشوفة. كانت مليئة بالرحمة والعطف، وجعلني أفهم أنه سيغفر لي. أراني الرب جنبه المطعون ويديه المثقوبتين. حين كان الملاك يتّهمني بذنوبي، تعاظم ألمي وحزني، لكن الرب شجعني بقوله “أنا أغفر لكِ، وأمحو بدمي كل خطايا حياتك. منذ هذه اللحظة أقبلك حبيبة”.
مرة أخرة كنت مبتهجة، وروحي انجذبت لربي، الذي بكلماته جعلني أتّحد به اتّحاداً أوثق. تلقّيت المزيد من الضوء على خطاياي، واخترق قلبي الحزن بسببها. لكن حين أعاد ملاكي تعداد خطاياي الواحدة بعد الأخرى، اختفت جميعها من أمامي، لفرحتي العظيمة وتطهّرت روحي كما أرادها الله. أخبرني الرب يسوع أن هذا هو تأثير وثمرة جروحاته المقدسة، التي طبعها على قلبي. مرة أخرى أراني جنبه ويديه ورجليه وقال لي، “أرغب في أن أطبع أيضاً يديك ورجليكِ”
آه يا إلهي، أنت تعلم ما اختبرته وسط هذا الفيض من الحبّ. لا أستطيع الكتابة او الحديث عنه، يمكنني فقط أن أذكر آثاره، التي كانت حزن عظيم بسبب خطاياي، وإدراك أعمق للإساءة التي تسبّبت بها، جنباً الى جنب مع الرعب والإشمئزاز منها، لدرجة أنني بكل سرور أختار أن أعاني كل ما تحمّلته جميع المخلوقات حتى يوم الدينونة، وكل ما مرّ به الشهداء القديسون، إن كان بإمكاني التراجع وإلغاء الشرّ الخطير الذي ارتكبته. فصرخت “آه يا إلهي، الرحمة والمغفرة”. أجابني: “نعم، انا أغفر لكِ. لقد محوت دَينك كلّه بواسطة جروحاتي ودمي”.
في تلك اللحظة أنهى ملاكي الإعتراف العام باتهام عام على جميع ما اقترفته، وقدّمني الى يسوع نقيّة بالتمام. عندها وقف الرب وقال لي، “إذهبي بسلام ولا تخطئي بعد”. يا إلهي، لقد اختبرت أموراً رائعة، لكنني لا أستطيع وصفها. عندئذٍ منحني الرب يسوع بركته واختفى كل شيء”.