انخطافات القديسة فيرونيكا تحدث دون سابق إنذار

4٬354

كانت الثمار المقدّسة تلي بشكل دائم انخطافات القديسة فيرونيكا ورؤياها: شعورها بالندم والرعب من الخطيئة، حبّ الله والرجاء، استسلام كامل للإرادة الإلهية، الرغبة في المعاناة، والقدرة على التحمل. الرغبة في احتضان كل شكل من أشكال التألّم.

من المستحيل أن نفترض أن مثل هذه التصرفات المثيرة للإعجاب يمكن أن تنتج عن أوهام، أو من ذاك الذي هو عدو قاتل لكل فضيلة.

 

القديسة فيرونيكا

في حين كانت القدّيسة فيرونيكا تتقدّم على طريق القداسة، الأمر الذي أهاج الشيطان الذي داوم على اضطهادها وتعذيبها، أضفى الله عليها نعماً نادرة دليل على رضاه. بدأ يتواصل معها بتواتر، بواسطة نعمة غير اعتيادية وهي ارتفاع الروح اي الإنخطاف الى السماء، التي سمّته فيرونيكا “استعادة الروح”.

كانت يوماً تعمل في المطبخ مع ثلاث راهبات أخريات. كانوا يرتّلون تسبيحة معاً، عندما هتفت فيرونيكا بشكل مفاجئ: “يا يسوعي… يا يسوعي..”. وسقطت كالميتة على الأخت كلارا فيليكس، فاقدة الوعي والحسّ. لم تكن غير قادرة على الحراك فقط، بل لم تستجب لكل محاولات الراهبات في إنعاشها. وصمّاء عن صراخهم. في الوقت نفسه كانت ملامحها ألطف من المعتاد، ووجهها مشرق كالشمس. عندما عادت الى نفسها بعد فترة، قالت وهي تبتسم: “لقد غرقت قليلاً في النوم، الأمر الذي أثّر على قلبي.”

نوبات الإغماء هذه تكرّرت الكثير من المرّات. في البداية اعتقدت الراهبات أنها تعاني من نوبات الصرع. وكان الخوف شديداً في أن إحداها سوف تتسبّب بموتها.
حدثت لها إحدى هذه النوبات يوماً وهي في غرفة الطعام، فحملنها الراهبات الى غرفتها ، ووضعنها على السرير. ثم أرسلت الأمّ الرئيسة وراء الكاهن المعرّف الأب أوفامازا الدومينيكاني. في البداية كان لديه شكوك بالأمر. رأى من المناسب ان ينتظر حتى تفيق من غيبوبتها.
بعد ذلك سألها بحذر كبير، وتوصّل الى قناعة تامة بأنّ تلك هي زيارات للروح القدس تفوق الطبيعة. عندئذٍ أمر الراهبات بعدم إزعاجها عند حصول مثل هذا الأمر.

نتعلّم عن المرّة الأولى عمّا حدث بين الله وابنته المفضّلة فيرونيكا من كتاباتها وتقول:

“في المرّة الأولى التي فرحت بإحدى هذه الإنخطافات، رافقتها رؤيا. بدا لي أنني أشاهد الرب، يحمل صليباً ثقيلاً. ودعاني الى أن أشاركه في هذا الكنز الثمين. توَضّح لي ذلك بواسطة بعض الإتّصالات الداخلية وليس بوسيلة الكلام. في تلك اللحظة شعرت برغبة جامحة للتألّم.”
“ثمّ حوّل الرب الصليب ذاته الى قلبي، وجعلني أدرك عظمة قيمة الألم. وبالتالي علّمني هذا: أظهر أمامي كل نوع من الألم وفي نفس اللحظة تحوّلت جميعها الى حجارة كريمة رائعة والتي اتّخذت شكل صليب. في حين أعطِيت أن أفهم أن الرب يرغب مني التألّم النقي.”

“ثم اختفى في الحال كل شيء من أمامي. عندما عدت الى نفسي، شعرت بألم كبير في قلبي. والذي لم يتركني منذ ذلك الوقت. احتفظت بحماس أعظم للتألّم، بأن أخضع لكل ألم وعذاب ممكن تصوّره. منذ ذلك الحين كنت أقول لنفسي أن الصلبان والآلام توازي أحجاراً ثمينة وتُعَدّ إمتيازات عالية.”

 

مواضيع ذات صلة