الشيطان يضرب القديسة فيرونيكا جولياني لكنه يهرب مهزوماً
القديسة فيرونيكا تغيظ الشيطان وتستخفّ بضربه لها وتعذيبها حبّاً بالتكفير
كانت رؤى وانخطافات القديسة فيرونيكا تتبعها دوما الثمار المقدّسة: الندم، الإرتعاب من الخطيئة، حبّ الله والرجاء فيه، واستسلام كامل للمشيئة الإلهية والرغبة في التكفير واحتمال جميع أنواع المعاناة وكل أشكال الإذلال. حبّها للتكفير واستعدادها للتألّم يتجلّى بوضوح في هاتين الحادثتين التي سردتها القديسة فيرونيكا في يومياتها في سنواتها الأولى في الرهبنة:
«كنت يوماً أصلّي، أمام القربان الأقدس، وأتوسّل من أجل بعض الخطأة المعيّنين. شعرت فجأة أن قلبي سينفجر من الأسى والحزن بسبب التجاوزات التي ارتكبوها ضد الله. في حزني صلّيت من أجل خلاص نفوسهم، وقدّمت نفسي كوسيطة بينهم وبين خالقهم، وطلبت أن أتألّم نيابة عنهم. فجأة شعرت بضربة شديدة ألقتني بعنف على الأرض. افترضت أن الشيطان هو من فعل هذا، لأني في تلك اللحظة أغرتني فكرة التراجع عن تقديم نفسي وسيطة بين الله والخطأة. لكن بالمعونة الإلهية تشجّعت، أطلت صلاتي وجلدت نفسي لفترة من الزمن. أعتقد أن إبليس غريمي شعر بهزيمته، لأنه أحدث إزعاج كبير في الكنيسة. بدا كأنّ الجحيم نفسها قد انتقلت الى حيث كنت. لكنّي لم أخَف، وشعرت باحتقار تجاه إبليس وأساليبه السخيفة والغبيّة. الضربة التي وجّهها الى وجهي سبّبت كدمة بقيت ظاهرة لعدّة أيام. لم أكن أرى شيئاً لكني سمعت جلجلة السلاسل وضجيج يشبه فحيح الأفاعي».
«في مناسبة أخرى، عندما كنت أعمل في غرفتي، اصبحت مدركة بشكل واضح لحضور الله، أنارني الله وجعلني أدرك طبيعة الألم الثمينة. فصلّيت أن يرضى ويمنحني حصّة من هذا الإمتياز العظيم. كذلك توسّلت إليه أن يرتضي ويمنح هذا النور الى كل النفوس حتى يكون الجميع متّحدين معه من خلال التألّم. ثمّ وكّلت كل الخطأة الى الجلالة الإلهية. فجأة شعرت بضربة قويّة وُجّهت الى كتفي، يصاحبها ضجيج مرتفع في حجرتي لدرجة ان الأخوات اتوا يطرقون الباب، وطلبوا مني الهدوء. مع ذلك كنت أبتسم حين تحدث من الشرير مثل هذه الهجمات الجنونية. الألم في كتفي استمرّ لفترة من الزمن، لدرجة أنّني بالكاد استطعت تكملة عملي. لكن كنت فرحة بتقديمي هذه المعاناة الصغيرة للرب».