بداية الآلام في حياة فيرونيكا جولياني

2٬466

القديسة فيرونيكافي العام 1677 دخلت أورسولا دير راهبات القديسة كلارا الكبوشيات وأصبحت تعرف باسم الأخت فيرونيكا. كراهبة كانت القديسة فيرونيكا تستلم العديد من الرؤى والرسائل الإلهية التي لم تتوافق دائما بشكل جيد مع أخواتها الراهبات وغيرهم من الرؤساء. لكن لم تكن فيرونيكا هناك لإرضاء الناس، بل لتذكيرهم بمعاناة ربنا يسوع المسيح في آلامه، التي تحمّلها من أجل حبّه لجميع البشر.

خلال هذه الأيام بدأت فيرونيكا تشعر بألم حاد في قلبها، حيث أنها أثناء التناول كان قلبها يشتعل بحبّ المسيح. وقد شرحت ذلك في يومياتها:”في إحدى المناسبات، عندما كنت جافة ومقفرة وأتوق للرب غير قادرة على العثور عليه، كنت أخرج عن ذاتي وأركض من مكان الى آخر. أدعوه بصوت عالِ، مستخدمة جميع انواع الأسماء الرائعة، أردّدها عدة مرات. أحيانا، يبدو لي أنني أسمعه، لكن في طريقة لا يمكنني شرحها… شعرت كما لو كنت أشتعل بالنار، خصوصاً حول القلب.”

كان ذلك الألم حقيقي وليس من نسج الخيال. كانت تحاول بشتى الطرق التخفيف من معاناتها حين كانت تشعر بالألم المبرح في قلبها. إن الحرارة المنبثقة من قلبها كانت شديدة جداً لدرجة انه عند وضع قطعة من القماش الرطب على قلبها فإنها تصبح جافة على الفور. وخلال هذا الوقت الأشد إيلاماً، عانت فيرونيكا ايضاً مما يُطلق عليه المتصوفون “الليل المظلم”، إذ مثل يسوع، سُمعت فيرونيكا تتأوه من غرفتها: “إلهي، إلهي، لماذا تركتني!”

معاناة هذه القديسة كان لها شهوداً آخرين، مثلما شرحت إحداهن: “في أحد الأيام، رأيتها معلّقة في الهواء، تذرف دموعاً من دم تلطّخ وشاحها. لاحقاً، قالت لي انه قد أُسيء الله الى حد كبيرمن قِبل الخطأة، وأنها في انخطاف شاهدت رداءة الخطيئة، وجحود الخطأة.”
يمكن للمرء أن يتخيّل ما كانت تختبره القديسة من أجل محبّة الله والإنسان،كما قال لها الطفل يسوع، إنها بالتأكيد ستنضم اليه في آلامه.

خلال رؤيا أخرى أظهر يسوع الجحيم للقديسة فيرونيكا، حيث اختارت أرواح الخطأة غير النادمين قضاء أبديتهم في أعماقها النارية. كتبت فيرونيكا في يومياتها الذي شاهدته:
“في تلك اللحظة، شاهدت جهنّم مرة أخرى تنفتح، يبدو ان الكثير من النفوس انحدرت الى هناك، لقد كانت قبيحة للغاية وسوداء بحيث انها أرعبتني.” عند مشاهدتها هذا المنظر ، توسّلت فيرونيكا الى الرب طالبة رحمته مصلّية أمام العدالة الإلهية، بيدين ممدودتين، “طالما أقف عند المدخل، لن يدخل أحد:آه ايتها النفوس إرجعي! يا إلهي، لا أطلب منك شيئاً سوى خلاص الخطأة، أرسل لي المزيد من العذابات، المزيد من الصلبان!” ظهرت السيدة العذراء امام فيرونيكا وقالت لها “الكثيرون لا يؤمنون بوجود جهنّم، وأقول لك بأنك انتِ التي بنفسك زرتِ المكان، لا تفهمين شيئاً عن حقيقة جهنّم”.

مواضيع ذات صلة