القديسة فيرونيكا جولياني تكفّر عن نفس كاهن في المطهر

9٬968

المطهر في كتابات القديسة فيرونيكا جولياني

“في هذه الليلة، أثناء صلاة الفرض، شيء معيّن حدث. أظهر الله لي إحدى الأنفس المطهرية. شاهدتها في ثلاث طرق.

في المرّة الأولى بدت لي النفس في نار عظيمة وتخضع على أيدي الشياطين لعذابات فظيعة مستمرة. مرأى أولئك الشياطين كانت تزيد من معاناتها. لكن أسوأ عذاب كان حقيقة عدم قدرتها على الإلتجاء الى أحد. إنها تخضع لعدالة الله وهذا يكفي. كان ذلك درساً مفيداً لروحي.

في المرّة الثانية شاهدتها واقعة في عذابات شديدة فيما يخصّ الحواس. يبدو أنّ النفس كانت تُضرب في عينيها وأذنيها بمعادن تقطع وتثقب بسرعة كبيرة. يا إلهي، الشعور باللسان كان مؤلمٌ بشكل أشدّ. في لحظة يبدو أنّ اللسان خرج من الفم ملامساً الأرض، مسمّرا من دون مسامير الحديد، بل بيد الله.

كانت الشياطين الذين هم وكلاء العدالة الإلهية تعذّبها، وهي لا تزال في مكانها غير قادرة على التحرّك. كانت تلك عذابات فريدة من نوعها، من الرأس الى القدم. لا توجد طريقة لشرح تلك العذابات. ليس هناك كائن حيّ قادر على وصفها. فجأة بدا لي أن النفس دُمّرت وأُفنيَت بواسطة الكثير من العذابات، لكن فقط لتبدأ من جديد المعاناة من آلام أكثر وحشية ومستمرّة. في النهاية، بدت أنها تمزّقت واكتوت برماح ساخنة، ثم أصبحت داخل نيران متأجّجة، كما أصبحت كالجليد كأنها متجمّدة من الداخل، اي أنها شعرت في نفس الوقت، بالنار وبالجليد.

المرة الثالثة التي أعطيَ لي أن أشاهد تلك النفس، كانت تعاني من عذاب لا يُطاق، وبدا لي أني اشاهد أمراً لا أستطيع فهمه. في النهاية قال لي ملاكي الحارس أن النفس شاهدت ثوبها الكهنوتي الذي ارتدته، ومشاهدتها للثوب جدّد كل العذابات والآلام، لأنها ارتدت الثوب دون أن تحيا حياة دينية.

فجأة نقلني ملاكي الحارس عند قدمَي مريم الكلية القداسة. طلبت منها أن تساعد تلك النفس المسكينة وقلت لها أنني مستعدة للخضوع مكانها الى اي ألم ومعاناة. وعدتني مريم الكلية القداسة بتلك النعمة بإظهار الختم وقالت لي أن أقدّم تقرير لمعرفّي بكل شيء، طالبة منه الطاعة في أن أتألّم لعدة ساعات لإرضاء عدالة الله من أجل تلك النفس التي استطعت رؤيتها في ذلك الوقت. بالرغم أني فهمت أنها في تلك اللحظة حصلت على بعض الإنتعاش…

عند تلك النقطة رأيت الروح التي من شأنها أن تحرّك أي قلب. سألت أمّي المحبوبة مريم الكلية القداسة الحصول على النعمة، منطرحة عند قدميها. قالت لي أن أكون هادئة لأن بعد 24 ساعة ستصعد الروح الى السماء بينما أبقى انا في العذاب. مع ذلك أرادت أن يكون معرّفي قريباً مني لأن سيكون هناك عذابات شديدة من قبل الشياطين الذين سُمح لهم – وفقاً لإرادة الله – أن يجلدوني ويحاربوني.

عندئذٍ سمعت صوتاً مرعباً، فأُصبت ووقعت أرضاً. كان الشيطان يقول لي: “يا ملعونة، يا ملعونة، ماذا ستفعلين؟ أتيت لأخذ حياتك”. لكني ضحكت. يا للكاذب! إنه لا يستطيع شيئاً، إن كان الله لا يريد. وانا أريد كل ما يريده الله. بأفعال داخلية متواضعة، رضيت بأن أضرب تكفيراً عن ذنوبي. شكرت يسوع، شكرت مريم، باركت الله ورجوته أن يجعلني أتجنّب في المستقبل إهانته. يا إلهي! كم هي كبيرة التجارب ومحاربتها! لكن كل شيء هو قليل جداً في سبيل محبّة الله. لن أقول أي شيء آخر. لقد أبلغت كل شيء على الرغم من العدوّ”.

مواضيع ذات صلة