الشيطان يبدأ معركته مع القديسة فيرونيكا جولياني
الشيطان يبدأ معركته مع القديسة فيرونيكا جولياني: معركة بين الروح والجسد
ما أن وطئتْ عتبة الدير حتّى رأت فيرونيكا الربّ “يعيّد” مع البلاط السماوي قائلاً: “لقد أصبحت هذه خاصّتنا منذ الآن” وسألها: “قولي لي ماذا تريدين؟” فطلبت فيرونيكا ثلاث نِعَم: “الأولى أن يمنحني نعمة أن أحيا بحسب متطلّبات حالتي (الرهبانيّة) التي ابتدأتها؛ الثانية ألا أبتعد أبدًا عن إرادته القدّوسة؛ والثالثة أن يُبقيني مصلوبة دومًا معه. وقد وعدني بمنحي كلّ ذلك قائلاً لي: لقد اخترتُك لشؤون عظيمة، لكن يتوجّب عليك التألّم كثيرًا لأجل اسمي”. وبقيت هذه الجملة الأخيرة منطبعة في عقلي لدرجة أنّها كانت عونًا لي طوال سنين حياتي”
أمّا النفور الأقوى، فكان من الأشخاص. فقد دفعت ثمن تأقلمها مع حقيقة الحياة المشتركة غالبًا … أخذت تسمع أنّ بعض أسرارها تُذاع.. فقدت الثقة… انغلقت على معلّمتها، على المسؤولة والمعلّمة، بل حتّى عن المعرّف. بقيت ثلاثة أشهر دون اعتراف.
“كنتُ أكشف نقصًا أو هفوة ما فقط، أمّا التجارب والإزعاجات، فلم أكن أتفوّه عنها بكلمة، متحمّلة صراعات ليلاً نهارًا… آه كم عانيتُ بسبب ذلك! كان الشيطان يجرّبني كلّ مرّة، خصوصًا في الكتمان عن المعرّف…”. وكانت تبكي طويلاً خلال الليالي…