عجائب مذهلة حدثت بواسطة القديسة فيرونيكا جولياني

6٬820

القديسة فيرونيكا جولياني

الى جانب موهبة النبوءة يجدر بنا أن نذكر مواهب أخرى انعم الله بها على القديسة فيرونيكا جولياني منها القدرة على إختراق وقراءة اسرار القلوب، وكشف خفاياها.

مثال على ذلك موجود في الفصل العاشر من الكتاب الأول من يوميات القديسة: تشاور الأسقف كوديبو سرّياً مع الأب غيلفي معرّفها، على ما ينبغي أن يتم فعله في جسدها بعد موتها. عندما التقت فيرونيكا لاحقاً بالأسقف قالت له، كما لو كانت قد سمعت النقاش كلّه: “سيدي، أتوسّل إليك أن تفعل بجسدي بعد موتي كما تريد، دون أن تُقلق نفسك من أي شيء”.

كانت قادرة على التكهّن بالمبادئ الفكرية لمرشديها، مثل تصميم الأب كريفيللي وتسبّبه في تعيينها رئيسة للدير. كتب الأب كريفييلي: ” لا بدّ لي من الإعتراف من جهة موهبة الله لها بقراءة القلوب، أنّي كنت أعاملها بخوف تبجيلي واحترام، لأني مقتنعاً تماماً بأنّها تعلم كل ما كان يجري داخل قلبي”.

موهبة عجائبية أخرى ازدانت بها قديستنا العظيمة، هي نعمة الشفاء. نورد هنا بعض عجائب القديسة فيرونيكا جولياني:

عانت إحدى راهبات الدير من جرح نازف في أعلى رجلها، لا تستطيع أن تُظهره للطبيب. تألّمت كثيراً من جراء هذا الجرح. من شدّة معاناتها أخبرت القديسة فيرونيكا عنه. فأتت لزيارتها في غرفتها وغسلت لها الجرح بقليل من ماء الورد وضمّدته. في صباح اليوم التالي وجدت الراهبة أن الجرح قد شُفيَ تماماً.

حادثة أخرى هي شفائها للراهبة كاثرين كابيتيللي التي كانت طبّاخة في الدير. في عام 1719 عانت كاثرين من إلتهاب حاد في عينها نتيجة تطاير قشرة بيضة وانغراس قطعة صغيرة جداً فيها. فعلت رفيقاتها الراهبات والطبيب الجرّاح جينتيلي كل ما في وسعهم دون التمكّن من إخراج قطعة القشرة من عينها الملتهبة. التورّم في العين والألم المصاحب اصبحا شديدين لدرجة أن الطبيب قرّر أن يجري لها عملية جراحية في اليوم التالي، بالرغم من أنه صرّح بأنها خطيرة وهناك إمكانية كبيرة بأن يفشل في إخراج قطعة القشرة.

أثناء الليل عانت المريضة من آلام فظيعة وتشنّجات استمرّت ساعات. عند صلوات الفجر أبلغت الراهبة ماري كونستانس القديسة فيرونيكا عن حال المريضة. حالما انتهت رتبة الصلاة توجّهت فيرونيكا الى غرفة الراهبة كاثرين وأوصتها أن تحاول النوم قليلاً. أجابتها المريضة أن ذلك مستحيلاً نتيجة الألم والتشنّجات. حينها احتضنت القديسة رأس المريضة وضغطته على صدرها بلطف مباركة اياها. ما كادت فيرونيكا تخرج من الغرفة حتى غرقت كاثرين في نوم عميق استمر حتى الصباح.

استيقظت حين دخلت الممرضات غرفتها وسألنها كيف تشعر. فأجابت انها نامت جيداً. وعند فحصهم لعينها لم يجدوا أثراً لقشرة البيضة وقد زال التورّم والإلتهاب من عينها. حين وصل الطبيب جينتيلي ليجري العملية اندهش إذ لم يعد هناك حاجة لإجراء العملية الخطيرة. فقد شُفيت عين الراهبة تماماً!

نفس الأخت كاثرين عانت لعدة سنوات من صداع شديد وغير قابل للشفاء. عندما كانت القديسة طريحة الفراش في مرضها الأخير، جثت الراهبة كاثرين على ركبتيها أمامها ورجتها أن تباركها قائلة لها أنها تخشى أن الصداع الرهيب سوف يُفقدها صوابها. وضعت القديسة فيرونيكا يدها على رأس كاثرين وقالت لها: “لن تفقدي صوابك، بل على العكس، سوف تشفين”. منذ تلك اللحظة اختفى الألم الى الأبد ولم تعد الراهبة تشكو من أقل صداع.

مواضيع ذات صلة