فيرونيكا تنال سِمات المسيح

5٬135

فيرونيكا تنال السمات

في فصح عام 1694، ظهر يسوع الى القديسة فيرونيكا كأمير السلام حيث كان يجلس على عرش، أمامه بقليل جلست أمّه على عرش من المرمر. تمكّنت فيرونيكا من رؤية الأمّ القديسة تصلّي ليسوع وتقول له “إجعل عروستك ان تكون مصلوبة معك”. ها هي القديسة تصف في يومياتها عن الخمس شعاعات التي خرجت كسهامٍ مشتعلة من جراحات يسوع وأصبحت شعلات نيران صغيرة، أربعة منها أخذت شكل مسامير كبيرة مدبّبة، والخامس اخذ شكل رمح ذهبي الرأس لامع.712bbe9fb565f791a5fa5d8a325054e8

كتبت: “شعرت بتبريح مخيف من الألم، لكن مع الألم رأيت بوضوح ووعي أنني تحوّلت بالكامل الى الله. عندما تلقّيت الجروح، في قلبي، في يداي ورجليّ، تلألأت شعاعات النور ببريق جديد وانطلقت عائدة الى الصليب،
وأنارت الجنب المجروح ويدَي ورجلَي ذاك الذي مُعلّق هناك. هكذا اقترن بي ربي وإلهي، وأعطاني لأمه الكلية القداسة لتكون مرشدتي الى الأبد. وزادني ملاكاً حارساً ليحرسني، لأنه كان غيوراً على شرفه، حينئذٍ كلّمني: “انا لكِ، انني أعطيكِ ذاتي بالكامل. أطلبي مني كل ما ترغبين، فإنني أهبه لكِ.”

فأجبته: “أيها الحبيب، أمراً واحداً إياه أطلب فقط، ان لا أنفصل عنك ابداً.” بعد ذلك وفي طرفة عين اختفى كل شيء.”

لم تكن تلك المرة الوحيدة التي نالت فيها السمات. فقد جرح الرب يسوع قلبها مرتين، بعد نيلها السمات. مثل كثير من القديسين المتصوفين نالت القديسة فيرونيكا جرح الحربة في قلبها. حدث ذلك في عيد الميلاد عام 1696. عن استلام الجرح كتبت القديسة في يومياتها:  “أذكر فقط أن الطفل يسوع كان يحمل ما يشبه القوس والسهم في يديه. وبدا لي أنه يرسله الى قلبي. شعرت بألمٍ عظيم. عندما عدت الى حواسي، رأيت أن قلبي قد أصيب وكان ينزف. لا أستطيع التعبير في الكتابة او بالكلمات ماجعلني الرب أختبر في تلك اللحظة. أذكر فقط أنني اختبرت اتّحاداً حميماً معه وجعلني أفهم أن هذا الجرح لا يقارن مع الجرح الذي سوف يُلحقه بقلبي قريباً”.
هذا الجرح سيظل مفتوحاً وينزف لعدة أيام، ومن بعدها يُغلق. تصف القديسة انها شعرت بالألم طوال الوقت كأنّ بداخل جرح قلبها شعلة نار. كان الجرح يعاد فتحه أحياناً ويبقى مفتوحاً لعدة أيام. وكانت تقدّم الألم الناتح عنه بالإتحاد مع آلام المسيح من أجل ارتداد الخطأة.

رسم الجروح التي طبعها الرب يسوع في قلب القديسة فيرونيكا
رسم الجروح التي طبعها الرب يسوع في قلب القديسة فيرونيكا

أما الجرح الذي “سيُلحقه بقلبها قريباً” فقد حدث يوم 8 مارس1697 أمام المصلوب:
“وجودي أمامه ، قريبة جداً، فصل الرب يسوع يده اليمنى عن الصليب ومع مسمار كبير يحمله في يده، جرح قلبي. شعرت بألم عظيم وسرعان ما عدتُ الى نفسي. ”
“عهد بي الرب الى مدرسة جروحاته المقدسة وقال لي :”لا تباشري أي عمل دون الدخول أولاً في جروح الحبّ هذه. من أجل معرفة كيفية القيام بذلك العمل… لقد أردت طبع هذه الجروح حقيقة في قلبكِ بحيث يصبح قلبك كلّه مُلكي. الآن لم يعد ملككِ”.

هذا ما حدث عندما تلقّت فيرونيكا السمات التي تُمنح لبعض النفوس القديسة المختارة، وقد جلب ذلك كرباً عظيماً لهذه القديسة الرائعة. وجلبت أيضا التحقيقات من قبل الأسقف، وعدا عن اختبار هذه الراهبة القديسة كان هناك العديد من أخواتها الراهبات اللواتي شهدن للظواهر الفائقة الطبيعة كارتفاعها في الجو في انخطاف ورائحة الورود العطرة التي كانت تفوح من جراحها. بعد ان استكمل الأسقف تحقيقاته أعلن أن ما ترى وتشعر به فيرونيكا هو حقيقي ومن الله.القديسة فيرونيكا

مواضيع ذات صلة